مدخل إلى تطوير الموظفين وكيفية عمله وتنفيذه بشكل صحيح

مدخل الى تطوير الموظفين وكيفية عمله وتنفيذه بشكل صحيح
Eisar App
1 فبراير 2023

كيف تعزز عملية تطوير الموظفين في مؤسستك؟

بصفتك مدير الموارد البشرية أو المسؤول عنها في مؤسستك، فإنك تنظر إلى موظفيك على أنهم أهم أصل تمتلكه مؤسستك، لأنهم كذلك بالفعل.
إجراء مقابلات العمل، والتوظيف، وتقييم الأداء، هي المهام الأساسية التي يضيع فيها جل وقتك، لكنك طبعا تدرك أهمية تطوير الموظفين. ينظر البعض إلى عملية تطوير الموظفين على أنها معضلة بسيطة، فقط زودهم بالتدريب المناسب وسيرون أن الأمر يسيرًا وهذا ليس صحيحًا، إذ يجب أن تجري عملية التطوير وفق أسس علمية يمكن صقلها وقياسها لتكسب المؤسسة ميزات تنافسية يصعب تقليدها أو حتى التفوق عليها. وهذا ما سنتطرق إليه بالتفصيل في هذه المقالة.

ما تطوير الموظفين حقًّا؟
تطوير الموظفين هو عملية تقوم على تحسين كفاءاتهم ومهاراتهم لدعم أهداف المؤسسة.
اللبس الذي يتكرر دائما هو بسبب نظر المؤسسات إلى عملية تطوير الموظفين على أنها ليست سوى تطوير الاستراتيجية التنظيمية، وتنفيذ تدريب إلزامي، وعقد اجتماعي سنوي مع الموظف لمعرفة أهدافه، وتحديد احتياجاته.
ورغم أنها عملية مُكلفة فإنها لو تمت بالشكل الصحيح فستحول موظفًا عاديًّا إلى آخر قوي وفعال، ولهذا عائد ضخم على تطور المؤسسة في المستقبل، فضلا عن تعزيز ولاء الموظف لمؤسسته، وسهولة تدريب الموظف الجديد ليتعرف مباشرة على ما يحتاج إليه للبدء في تنفيذ مهامه بحرفية عالية بفضل الدورات التدريبية الموجودة مسبقًا.

أهمية وفوائد تطوير الموظفين للمؤسسة

تعد استراتيجية تطوير الموظفين المدروسة بعناية مفيدة ومهمة على مختلف الأصعدة، شرط أن تُنفذ بالشكل الصحيح. ففوائدها ستغمر جميع الأطراف المعنية من موظّفين، ومديري الموارد البشرية، والإدارة العليا، والمؤسسة نفسها. وتشمل فوائدها التالي:

تحسين الأداء

تقول القاعدة العملية إذا أردت أن تكون رقْمًا صعبًا في سوقك المستهدف، فيجب عليك أن تتفوق على منافسيك في استمرار. والطريقة المُثلى لتحقيق ذلك تتمثل في امتلاك المؤسسة موظفين أقوياء ومحترفين يساعدونها في تحقيق نتائج التطوير. في دراسة أُجريت لقياس العائد الفعلي من عملية تطوير الموظفين، تبين أن استثمار مبلغ صغير كـ 500$ يمكن أن يعود على المؤسسة بمضاعفة الإيرادات بنسبة 46٪، وتخيل معنا حجم العوائد التي ستلمسها إن تم استثمار مبلغ أكبر.

مجابهة الأزمات الصعبة في ثقة

نشهد في الحِقبة الحالية العديد من التحديات العنيفة، وإذا لم يجرِ التغلب عليها فقد تسبب خسائر فادحة لأي مؤسسة، دع عنك أن الفرص تأتي – في الغالب – في ثوب تحدٍّ أو مشكلة، وإذا تم مجابتها فيمكن أن تتحول إلى نعمة. المؤسسات التي تستثمر في تطوير موظفيها ستزودهم بالمهارات الضرورية لمجابهة أي أزمة في ثقة عالية، لكن للأسف، تميل معظم المؤسسات إلى ترك العملية برمتها لأنها ترى أنها استهلاك لميزانيتها.

تحويل بيئة عمل المؤسسة إلى مغناطيس يجلب أفضل المهارات المتاحة في السوق

يدرك مدير الموارد البشرية أن نشر الشواغر المتاحة في المؤسسة على منصات التواصل الاجتماعي أو حتى عبر الصحف لا يكفي لترك أكثر الانطباعات قوة لجلب الموظف المنشود. ستستقطب مئات العروض الوظيفية الكثير من الموظفين، وسيدخل مدير الموارد البشرية في دائرة من التمحيص والتقييم وجدولة مقابلات العمل، وقد لا يجد حقًّا المطلوب، فتُرغمه الظروف على اختيار عرض معين حفظًا للوقت والموارد. بينما المؤسسات التي تعزز عملية تطوير الموظفين من خلال دورات تدريبة متخصصة وشاملة تستقطب أفضل المهارات تلقئيًا.

تمتع المؤسسة بالمرونة العالية للتوسع والابتكار والمنافسة بقوة في مجال عملها

لتبلغ أي مؤسسة المرحلة التي يُنظر إليها فيها على أنها القائد الحقيقي لسوقها، من المهم أن تكون ذكية في خطتها، ومرنة، وتلبي احتياجات عملائها في حرص. وعليه، فإن امتلاك المؤسسة موظفين متزنين ولديهم مهارات وكفاءات عالية، يمنحها الفرصة لتبتكر وتنافس بسهولة، وهذا إحدى الفوائد التي تجنيها من عملية تطوير الموظفين. العنصر البشري هو المحرك الحقيقي لأي نشاط تجاري، وياللروعة لو كان عنصرًا قويًّا، فإنه سيصعب منافسته.

ما المجالات الأساسية التي يجب تطوير الموظفين فيها؟

لا تمشِ في ظلام، ولا يكفي أن تقول إننا في حاجة إلى البدء الآن في تطبيق برنامج تطوير الموظفين في مؤسستنا، بل يجب أن تحدد أولا المهارات والكفاءات التي يجب تطويرها على وجه التحديد. دون فهم واعٍ لما يجب تطويره لن تحقق أي فائدة حقيقية، بل ستكون مجرد مقلد آخر. في الغالب كل موظف لديه زوج من المهارات التي تحتاج إلى تطوير، وهي المهارات التقنية والمهارات الشخصية، ويُطلق عليها البعض المهارات العاطفية. هنا نُجمل أهم المهارات التي يجب مراعاتها:

  • مهارة المرونة: تتصف بيئة الأعمال اليوم بالديناميكية الشديدة للغاية، ويجب على الموظف تطوير مهارة المرونة لكي يتكيف في يسر مع مواقف عمله التي تتغير في استمرار وتتجدد دوريًّا.
  • مهارات التواصل: لا تعدو منظمة الأعمال سوى كونها عملية تواصل واضحة وموجزة. من دون التواصل، يضيع الموظفون ويكررون نفس المشاكل، لأنهم لا يمتلكون معرفة أو رؤية واضحة.
  • مهارات حل النزاعات، واللباقة ومعرفة أخلاقيات العمل: في بيئة العمل المشتركة يحتاج المرء إلى أن يكون لبِقًا وكيّسًا ودبلوماسيًّا، والموظف الذي يمتلك المهارات السابقة سيؤدي عمله بشكل صحيح أخلاقيًّا، وسيتخذ مواقف صحية في العمل، ومن ثَم ستتفادى المؤسسة التضارب الذي قد يعصف بموظفيها.
  • مهارات القيادة: يتشارك القادة الجيدون في عدد من المهارات الأساسية التي يربط بينها القدرة على تحفيز الآخرين، ومساعدتهم على النجاح في بيئة العمل. وتخيل معي كيف سيكون حال موظفيك عندما يمتلكون مهارات قيادية.
  • المهارات التنظيمية: تعزز هذه المهارات قدرات الموظف على العمل بفعالية شديدة بين مجموعة متنوعة من المهام في الوقت نفسه، لأنه سيتعلم كيف يحدد الأولويات، ويدير الوقت، وينجز في الوقت المحدد.
  • المهارات الإبداعية: الحقيقة هي أن الابتكار يولد من رحم تشجيع الموظف على مشاركة أفكاره في فخر دون خوف من تقليل أو تنمر، وهذا يعزز لديه القدرة على الإبداع في عمله.
  • مهارات إدارة الضغط والقلق: وهي مهارة في غاية الأهمية في هذا العصر، لأنها سلاح فعال لتعزيز أداء وكفاءة الموظف.

تلكم هي أهم المجالات التي يجب مراعاتها في أثناء التخطيط لبدء عملية تطوير الموظفين داخل أي مؤسسة.

أكثر الطرق فعالية لتطوير الموظفين

توجد العديد من الطرائق لتدريب الموظفين، لكن لا توجد طريقة أفضل وأخرى أسوأ، لأن لكل طريقة حيثياتها الخاصة، دع عنك إيجابياتها وسلبياتها، وتكلفتها. لكن ما يجب إدراكه أن الأمر أكبر من تفعيل عملية تطوير الموظفين، أي أن العملية تقوم على خلق برنامج فعال يضع الموظف في قلب الحدث ويعرّضه لمواقف مختلفة ليتعلم منها، بل ويدفعه لتحدي أفكاره وزلزلة قناعته ليتطور بحق. سنتطرق الآن إلى بعض أكثر الطرق فعالية لتطوير الموظفين وهي:
طريقة التدريب
تشمل هذه الطريقة استخدام مزيج من المحاضرات والتمارين العملية والمحتوى المرئي والمسموع وتقمص الأدوار، بجانب الاختبارات الفردية والجماعية. في الغالب يتم تطبيق هذه الطريقة كما لو أن الموظف في فصل دراسي، حيث يوجد مدرب يقود العملية التعليمية إضافة إلى حصص دراسية.

طريقة تناوب المهام
يقوم الموظف بتبادل الأدوار الوظيفية مع زملائه بشكل تطوعي ليتمكن من تجربة المهارات الجديدة التي اكتسبها ويضعها موضع تنفيذ. ويجب على المؤسسة تشجيع موظفيها على هذه الطريقة وإعلامهم أنها لا تهدد وظيفة أي منهم، بل الغرض منها هو الاستفادة من المحصلة المهاراتية.

طريقة التدريب الفردية
يختلف كل موظف عن الآخر في طريقة تعلمه، وقد تكون هذه الطريقة أفضل عند بعضهم من غيرها، حيث يقوم واحد من كبار الموظفين ممن خبروا الصنعة جيدًا بتقديم تدريب فردي لموظف أقل خبرة بهدف إكسابه المهارات اللازمة ليتطور، وهي طريقة فعالة وغير مكلفة.
طريقة ورش العمل
تمنح هذه الطريقة الموظفين القدرة على التفاعل مع زملائهم من داخل وخارج المؤسسة، فيحظى الموظف بالقدرة على التواصل بشكل حصري معهم، وهي طريقة ناجعة للغاية، إذ تُعين الموظف على اكتساب خبرات جديدة ومعرفة اتجاهات وظيفته، وأكثر الأخطاء شيوعا فيها، وأفضل الطرق لإنجازها بحرفية عالية.
تلكم هي أشهر الطرق وأكثرها فعالية. كما ننصحك بقراءة مقالتنا العملية حول خطوات بسيطة وسلسة لبناء أفضل برنامج تدريب وتطوير الموظفين، للاستزادة أكثر.

الخلاصة
تلخيصا لما سبق، فإن عملية تطوير الموظفين من أهم الاستثمارات التي يمكن لأي مؤسسة أن تقوم بها، لكن حتى تُكلَّل العملية بالنجاح المطلوب فيجب دراسة كفاءات ومهارات الموظفين الحاليين جيدًا، وتحديد المجالات التي سيدور حولها التدريب، مع اختيار طريقة التدريب المناسبة وفقا لأسلوب التعلم المفضل عند كل موظف على حدة.

احجز تجربتك الآن

كن على تواصل

جميع الحقوق محفوظة لشركة إيسار لتقنية المعلومات © 2024

التواصل السريع مع فريق إيسار WhatsApp